استخدام مونجارو كجزء من نمط حياة صحي

مع الانتشار المتسارع لاستخدام حقن مونجارو (Mounjaro) كحل فعّال لعلاج السمنة والسكري من النوع الثاني لدى البالغين، بدأت تتردد الأسئلة حول إمكانية استخدام هذا العلاج للأطفال أو المراهقين الذين يعانون من السمنة أو اضطرابات في التمثيل الغذائي.

فهل حقًا يمكن للأطفال استخدام مونجارو؟ وما هي المخاطر المحتملة؟ وهل توجد بدائل مناسبة أكثر أمانًا لصغار السن؟
في هذا المقال، نعرض أهم الحقائق العلمية والطبية حول هذا الموضوع لمساعدة أولياء الأمور على اتخاذ قرارات مستنيرة.

ما هي حقن مونجارو؟

حقن مونجارو تحتوي على المادة الفعالة تيرزيباتيد (Tirzepatide)، وهي تعمل على تحفيز هرمونات GLP-1 وGIP التي:

• تقلل الشهية وتزيد من الشعور بالشبع.

• تنظم مستوى السكر في الدم.

• تساهم في فقدان الوزن عند استخدامها بانتظام.

تمت الموافقة على استخدامها من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج البالغين المصابين بالسكري من النوع الثاني، وبدأ استخدامها لاحقًا في برامج علاج السمنة بإشراف طبي دقيق.

هل تم اعتماد مونجارو للأطفال؟

حتى الآن، لا توجد موافقة رسمية من الجهات الصحية العالمية مثل FDA أو EMA لاستخدام مونجارو في الأطفال أو المراهقين دون سن 18 عامًا.

وهذا يعني أن استخدام مونجارو للأطفال يُعد خارجًا عن النطاق الطبي المصرح به، ويحتاج إلى مبررات استثنائية ومراقبة دقيقة من الطبيب.

لماذا لا يُوصى باستخدام مونجارو للأطفال؟

هناك عدة أسباب تجعل مونجارو غير مناسب للأطفال في الوقت الحالي، منها:

1. نقص الدراسات السريرية على الفئة العمرية الصغيرة

معظم التجارب التي أُجريت على فعالية وأمان مونجارو شملت البالغين فقط، ولا توجد بيانات كافية حول تأثيره طويل الأمد على نمو الطفل أو وظائف أعضائه الحيوية.

2. مخاطر التأثير على النمو والهرمونات

الأطفال في مرحلة النمو السريع قد يتأثرون بأي تغيير في الشهية أو التمثيل الغذائي، واستخدام دواء يغيّر الهرمونات المنظمة للشهية قد يُحدث خللاً غير مرغوب فيه في التطور الجسدي والعقلي.

3. الآثار الجانبية المحتملة أكثر حدة لدى الأطفال

مثل:

• الغثيان والتقيؤ

• فقدان الشهية الشديد

• اضطرابات في الهضم

• تغيرات في مستويات السكر

وقد يكون الطفل غير قادر على التعبير بدقة عن هذه الأعراض أو إدارتها بشكل فعال.

ما هي الحالات النادرة التي قد يُفكر فيها الطبيب بوصف مونجارو لطفل؟

في بعض الحالات الطبية النادرة والاستثنائية فقط، قد يُفكر الطبيب المختص في استخدام مونجارو للأطفال، بشرط أن:

✅ يعاني الطفل من سمنة مفرطة تهدد حياته.
✅ يكون قد فشل في الاستجابة للعلاج الغذائي والنفسي والرياضي.
✅ يخضع لإشراف دقيق من أخصائي غدد صماء أطفال.
✅ يتم ذلك داخل برنامج علاجي متكامل يتضمن متابعة طبية وتحاليل دورية.

حتى في هذه الحالة، يتم تقييم الفوائد مقابل المخاطر المحتملة بدقة شديدة.

ما هي البدائل الآمنة لمساعدة الأطفال على فقدان الوزن؟

بدلًا من اللجوء إلى الأدوية غير المصرح بها للأطفال، يُوصى باتباع برامج مخصصة للأطفال تشمل:

🔹 تغذية صحية متوازنة بإشراف اختصاصي تغذية أطفال
🔹 نشاط بدني منتظم وممتع
🔹 دعم نفسي وسلوكي يساعد الطفل على فهم جسمه وتقبّله
🔹 مشاركة العائلة في نمط حياة صحي

كما توجد بعض الأدوية المصرح بها للأطفال في حالات السمنة الشديدة، مثل أورليستات (Orlistat)، لكن أيضًا يجب استخدامها تحت إشراف طبي فقط.

نصيحة للأهالي: لا تتسرع في اتخاذ القرار

📌 قبل التفكير في استخدام حقن مثل مونجارو لطفلك، تذكّر:

• جسم الطفل لا يزال في طور النمو.

• الهدف الأساسي في هذه المرحلة هو بناء علاقة صحية مع الطعام والجسم، وليس فقط فقدان الوزن.

• التسرّع في استخدام أدوية قوية قد يؤدي إلى آثار عكسية نفسية وجسدية.

خلاصة: هل يمكن للأطفال استخدام مونجارو؟

❌ لا، مونجارو غير مصرح به للأطفال تحت سن 18 عامًا، ولا يُوصى باستخدامه إلا في حالات نادرة جدًا وتحت رقابة طبية صارمة.
✅ الأفضل هو الاعتماد على برامج علاج السمنة المخصصة للأطفال، والتي تركز على التغذية، النشاط البدني، والدعم السلوكي.

🩺 استشر دائمًا طبيب أطفال أو أخصائي تغذية قبل اتخاذ أي خطوة دوائية، فصحة طفلك في مرحلة التشكيل هي الأساس لمستقبله الصحي.